فأنا مؤمن إيماناً شديداً بفكرة أن للحُب تأثير جذري على رؤيتنا للأشياء, ليس فقط ذرات الهواء الدقيقة تلك التي تقع خلال المسافة بيني و بينها تلك الذرات التي أؤمن بوجود سحر فيها, فليس من الطبيعي أن هذا الإحساس يمر خلالها ليصل إليها و تشعر به دون وجود من ينقلُه.. ذلك الزفير الذي ينتج عن نبضات قلبي المُتسارعة و أنا أُحاول جاهداً إخفاء صوته الذي يكاد يخرج من قفصه الصغير من شدته, و لا تلك التنهيدات المُتقطّعه التي تفضح كذبي حين أُعلن كبريائي و تُظهر فشلي المُريع في التظاهر بعدم الإهتمام و تُنسيني نصف الكلام الذي سهرت ليلتي أُردده, و سُرعان ما أتراجع لأُعلن إستسلامي!
إنما كُل الأشياء من حولنا, فكيف تتبدل تلك الأماكن المُزدحمة, المُكتظّه بالبشر إلى أماكن هادئة تماماً, نعم أنا بكامل قواى العقلية أقف هُنا وسط هؤلاء البشريين وحدي!.. من أين هذا اللمعان الشديد الذي أصاب تلك النجوم البعيده هُناك, كيف لتلك الجبال الُمتراصة و الأراضي الغير مُسطحة أن تُنير جنبات المدينه ليلاً و كيف حدث هذا لقرون مضت و أنا لم أُدرك إلا الآن, من أين لذلك العطر الذي أستخدمُه منذ سنوات هذه الرائحة الساحرة, من أين لهؤلاء البشر اليائسين البائسين إبتسامة التفاؤل هذه.. و منذ متى و هذا الكون بتلك الروعه و منذ متى تستحق هذه الحياة أن أعيشها و هذا العالم أن نعيش فيه.
و حينما أقول أن لهذا الشعور الذي يُسمى "الحُب" سحر خاص.. لا يُصدقون!
-كفاكم سخفاً!
Photo from: @ Before Sun rise "Movie"