Friday, 5 April 2013

نظره



في طريقهنّ المعتاد, محجبة, مُتبرجة, مُنقبة. لا تعرف إحداهُن الأخرى لكن و من الوهلة الأولى تدرك أن إحداهن تحتمي بالأُخرى دون سابق معرفة، نظرات لا تفقد أياً منهن مقدار شئ من عذريتها قدر ما تنقص من صاحبها رجولة و تزيده قذارة، لسن صديقات، ولا أقارب; لكن جمعهما طريق واحد ذهاباً كان أو إياباً، إعتادت فيه أن تلقي كل منهن حمول لمسة، نظرة، أو حتى كلمة قد تركت جرحاً عميقاً في نفسها على الأخرى بنظرة تفهمها الأخريات -دون حتى الحديث-، علّها تجد من يفهم هذا الشعور المخيف أو قد جربه.

نظرة فزع في عينين من وراء حجاب قد ستر ما أمرها به ربها، لا تقل عن نظرة الرعب المرسومة على وجه من تحررت منه، فزع و رعب من رجل يشبه كثيراً -شكلاً- رجلاً تشعرن في وجوده بالأمان.

و في لحظة توقفت فيها أنفاسهن تأتي صرخة تعادل ألماً مكتوماً بداخل نفوسهن حتى أن الواحدة منهن تكاد تقسم أن هذا الصوت خرج منها دون أن تدري.

و في نظرة كره و رهبة -من مجتمع صنع قيماً ليصدرها، فقط ليصدرها- تجدن ما قد يحدث يوماً لإحداهن لتتوقف بهن -الثلاثة- الحياة عند لحظة تُغتصب فيها أحلام فتاة -كانت في يوم ما فتاة-، قبل دقائق قليلة سبقت تلك النظرة من عيون قد ذعرت مما لحق بها في طريق خُلق ليشاهد -يشاهد بحياد-..!


No comments:

Post a Comment