يوماً ما كُنت شئ صغير, أصغر مما تتخيلي..
كُنت لا أأبه لتلك الأشياء, أشياء الكِبار التي تجعلهم يبكون بالساعات..
ينتظرون, ولا يأتي شئ..
أنا فقط كُنت أتابع إنتظارهم, بملل
شديد..
فلماذا بهذه السرعة جعلتي مني شاعراً!
و لماذا دائماً أشتاقُكِ؟
كبرت قليلاً, و مازال المُنتظر, مُنتظر..
ولا أعلم أين ذلك الغائب..!
فكان عقلي دائماً ما يُحدثني بأنه قد يكون مُسافراً..
لكنه يظل دائماً مُسافراً
و يأبى العودة..!
فلماذا, فقط لا يطلب المُنتظر من الغائب أن يعود من سفرِه!
ولماذا دائماً أشتاقُكِ؟
..حين مررت بصعوبة من تلك الفترة, التي يشعر فيها المرء بتقلُبات نفسية مع تلك الطفرة الجسدية المُملة.. لم أكُن قد عرفت مفهوم مُحدد لتلك الحالة التي تُسمى بـ"الحُب", ولم أكُن أعلم لِمَ كُل تلك الأغاني و الشعر و المخزون الأدبي العتيق العظيم لدى البشرية بأسرها, لِمَ تلك الرهبة التي أراها في أعين الناس حين يفقدون شريكهم, ولِمَ تلك اللهفة التي تتدفق من أجسادهم كتدفُق المياة من سد عظيم قد هُدم لتوه..
لماذا كُل تلك المشاعر!
و لماذا دائماً أشتاقُكِ ؟
عقلي في تلك الفتره لم يكُن مُدركاً لتلك الأشياء التي أراها الآن..
فأنا هُنا بنفس العينين و الأُذنين. بنفس الحواس, لم أُجري جراحات بأى منها, لكنّي أرى الكون مُختلفاً!
كأنني و لأول مرة أراه, أرى تفاصيل جديدة و أسمع ترددات غريبة و أشعر بأشياء لم تكن مُمكنة حينها, حين كنت أراقب من بعيد
بملل: دفء, مطر, قهوة و نيكوتين, خفقات مُضطربة, موسيقى, عقارب ساعتي
و قيود تُكبلني..
فلماذا أرى تلك القيود التي تَحُولني عن سؤالك أن تعودي من ذلك السفر!
ولماذا دائماً أشتاقُكِ؟
*أما آن للمُنتظر أن يُسافِر..*
This comment has been removed by the author.
ReplyDelete