الحياة ليست مُنصفة على كُل حال..
هي دائماً تُريد الحرب, القتال, لا تخضع
أمامكِ هَكذا, وحدها..
أعلم أنني أُزعجكِ بأحاديثِ غريبة دائماً,
لكن أعِدُك أن هذا سيكون الأخير..
أعلم أيضاً أنني دائماً ما أُخلف وعودي, لكن,
على أي حال..
فلسفتي في قسوة تلك الجبال, و هياج تلك
الأمواج و غضب تلك الوحوش, مُختلفة قليلاً,
أنا مُتيقن أنها كانت يوماً لطيفة عمّا هي
عليه الآن, يوماً لا يذكُر ملامحي..
في هذا اليوم, عندما أخبرتني أنني قد تغيّرت,
تذكُرينَهُ..!
لم أكُن أهرب كما اعتّدتُ دائماً, أنا حتى لم
أكُن أحاول..
لقد كسرُوني يا عزيزتي, لم أكُن قويّاً
كفايةً كما كُنتِ تتخيليني..
يُريدوني دُميةً, كقصتِنا التي حرّكناها على
المسرح سوياً, صفقوا لنا بحرارة يومها, و لم نكن نعرف لمَاذا,
عرفتُ الآن..
هُم مُتحمِّسون جداً ليربطوا رؤوسنا بخيوطهم
المُتدليِّة من أصابعهُم..
ضحايا جُدُد..
ألم أُخبركِ!, ذهبت كثيراً إلى مكانِنا الذي
كُنا نلتقي فيه دائماً, لن تذكُرينهُ, فنحنُ لم نذهب إليه يوماً قبل ذلك..
تقطيعي لخيوطِهم لم يكُن شذوذاً, لم يكُن
كُفراً, كما يُخبروكِ,
أنا
كفرتُ بهم..
ينكشفُ كُل شًئِ تحت الأضواء في ذلك المكان
البعيد, مُضئ جدّاً و ملئ بهُم, لذا كُنت أخاف الذهاب إليه, سامِحيني..
قالت أُمي لأخي الصغير في نهار يومِ من أيامِ
أيلول, و رأسها مُتدلياً من شِبّاك غُرفتي و هو ذاهب ليتلقّى دروسَه: سِرْ حيثُ لا
تُمطر, ثُم نظرت إلىَ باسمة و أنا جالس فوق سريري و قالت: و كأني أُخبره ألا يسير
تحت الشمس, كيف يسير حيثُ لا تُمطر, والشتاء في كُلِ مكان!, فابتَسَمْت.
أُمي
دائماً ما كانت على صواب..!
لقد تحطّم البيت, الذي كُنا نتأمّلهُ دائماً
و أنتي جالسة بجانبي على الضفة الأُخرى من النهر مُرتخية كأوراق شجر الخريف و هي
تتهاوى, ورأسك قد تهاوى على صدري, الشجرُ كان يافعاً, ينظُر لنا, حين كانت تغنّي
العصافير على غصونِه, صدري كان قويّاً وقتها ليتحمّلكِ..
لقد كُنت لطيفاً يوماً, عمّا أنا عليه الآن,
يوماً لا يذكًر ملامحي..
لقد كسرتِني يا عزيزتي..

No comments:
Post a Comment